Pages

Friday 28 October 2011

الفرق بين الشاذ وزيادة الثقة

المقدمة

الفرق بين الشاذ وزيادة الثقة فرق يسير لأنهما من أقسام أحاديث الصحيحة جملة. أصل أحاديث الشاذة صحيح في السند ولكن مشكلة في متنه، بيد أحاديث زيادة الثقة صحيح إما في سنده أو متنه.  لكن ماذا المعيار الذي يفرق بين أحاديث الشاذة وزيادة الثقة لأنهما يسويان من حيث زيادة اللفظ؟ من هذه المشكلة أريد أن أناقش عن هذا.

الأحاديث الشاذة

من شروط أحاديث الصحيحة هي غير الشذوذ. معنى الشذوذ هي لفظ الحديث الذي من أحد طرقه يخالف من طرق آخر.المشكلة في سنده غير الموجود ولكن من حيث لفظه يختلف بطرق آخر الذي مروي عن الثقات. 

إذا كنتم تريدون أن تراجعوا هذه المسألة في كتب علوم الحديث، يمكن الرجوع إلى موضوع الذي يسمى بـ"المخالفة للثقات". فينتج عن مخالفته للثقات خمسة أنواع من علوم الحديث، وهي المدرج، والمقلوب، والمزيد في متصل الأسانيد، والمضطرب والمصحف.  كل واحد من هذه الكلمات سوى المزيد في متصل الأسانيد يتعلق بلفظ الحديث. هذا بمعنى الأصل من هذه الأنواع الخمسة متصف بأحاديث صحيح الإسناد ولكن متنه غيرصحيح.

إذا كنا نراجع إلى أسباب ضعف أحاديث "المخالفة للثقات"، كلها تتجه إلى ضعف ظاهر ليس خفي، مثل تقديم أو تأخير سياق الحديث، حصول التدافع في المتن، أو تغيير اللفظ. من أين نعرف هذه الأمور؟ إجابتها هي من عمل الاعتبار. 

أضرب مثلا من أنواع "المخالفة للثقات" وهي المدرج. الإدراج في المتن هو أدخل في متنه ما ليس منه بلا فصل. إذا ما الفرق بين الإدراج وراية الحديث بالمعنى؟ الإدراج ليس كلام النبي صلى الله عليه وسلم لكن كلامه يجئ من الراوي. قصد الراوي من الإدراج هي بيان حكم شرعي، استنباط حكم شرعي من الحديث قبل أن يتم الحديث، وشرح لفظ غريب في الحديث. ومن هذا الإدراج هو الكلام من الراوي بتة ويفرق بينه وبين يروي الحديث بالمعنى لأنه ليس الكلام من الراوي ولكن من النبي صلى الله عليه وسلم. دور الرواة من حيث يروون الحديث بالمعنى هو يحكون كلام النبي صلى الله عليه وسلم إلى الناس أجمعين. ليس فيه كلام الزيادة من الراوي. وهذا مختلف بالإدراج. الإدراج هو كلام الزيادة من الراوي بأسباب معينة. 

الإدراج حرام بإجماع العلماء من المحدثين والفقهاء وغيرهم، ويستثنى من ذلك ما كان لتفسيرغريب، فإنه غير ممنوع، ولذلك فعله الزهري وغيره من الأئمة.

زيادات الثقات

المراد بزيادة الثقة هي زائدا من الألفاظ في رواية بعض الثقات لحديث ما عما رواه الثقات الآخرون لذلك الحديث. ما الفرق بينه وبين المدرج؟ المدرج هو زيادة الكلام من الراوي نفسه ويختلف بزيادة الثقة لأنه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم. هذه الزيادة من ذلك الراوي ادعاء بأن هذا الكلام من النبي صلى الله عليه وسلم.

اختلف العلماء في حكم الزيادة في المتن على أقوال: 
أ) فمنهم من قبلها مطلقا.
ب) ومنهم من ردها مطلقا.
حـ) ومنهم من رد الزيادة من راوي الحديث الذي رواه أولا بغير زيادة، وقبلها من غيره.

تبعاً لكلام ابن الصلاح، إذا كانت الزيادة منافية لما رواه الثقات أو الأوثق، فهذه حكمها الرد، كما في الشاذ. ولهذا قسّم العلماء زيادة الثقة تحت الموضوع الخبرالمشترك بين المقبول والمردود لأن منها مقبولة إذا كانت الزيادة ليس فيها منافاة لما رواه الثقات ومردودة إذا كانت الزيادة منافية لما رواه الثقات. 

الخاتمة

الشاذ هو الحديث صحيح الإسناد ولكن متنه يخالف بطرق آخر. وزيادة الثقة من أنواع الشاذ إذا كانت منافية لما رواه الثقات. وأتخلص من هذه المناقشة هي الشاذ هو الأعم من زيادة الثقة لأنها تتفرع من أنواع الشاذ. والله أعلم.         

No comments:

Post a Comment